عقدت صباح هذا اليوم بالكويت، أول قمة عربية اقتصادية. الحدث في حدّ ذاته سابقة ، فهاهم أولو أمورنا يقرّرون الإجتماع للنّظر في حال الضعفاء منّا ـ و غير الضعفاء ـ علّهم يتّفقون ويعملون فيعُمّ الرّخاء الأفراد من أقصى “الوطن” لأقصاه.
لن أتطرّق للأبعاد السياسية و الاقتصادية لهذه القمة. فهذا أمر تتعرّض له وسائل الإعلام المختلفة و يُعلّق عليه أشخاص لهم من الرؤية و الخبرة ما لا أملك.
ما أود الاشارة إليه هو أمر لحظته أثناء متابعتي للبث المباشر للجلسة الإفتتاحية. فبينما بعض التدخّلات كانت قيّمة من حيث المضمون و الأسلوب، هالني كمّ الأخطاء النحوية التي تضمّنها البعض الآخر.
فمن المتداخلين من اعتبر لقاء اليوم قُمّة (بضم القاف) لرفع الغطاء عن المسكوت عنه و تسمية الأمور بمُسمّياتها، فانساق في حماسته يرفع كلّ شيء: مجرورا كان أم مفعولا ..
فعلى سبيل المثال لا الحصر، رُدّدت جمل من قبيل : “تجاوزنا مرحلةُ الخلاف” ، “أصاب وحدة موقِفُنا ” ، ” من أطفالُنا و ..” ، “إنّ قطرةٌ واحدةٌ” ..
لست ضليعة بلغة الضاد و لا تمثني بسيبويه قرابة، غير أنني أذهل حين أتبيّن مقدار جهل البعض بأبسط قواعد اللغة، فيصبح حديثهم حقيقة نشازا لا تحتمِلُه الأذن و يُفقِد اللغة كثيرا من جماليتها. إن من واجب المتحدث ، أيّا كان، خاصة حين يتعلّق الأمر ـ كما هو الحال هنا ـ بلقاء على مستوى دولي ،أن يُجيد في خِطابه احتراما للمُستمع و لهويته و هذا أضعف الإيمان.
***********
و لعلّ نقطة البداية ، مشاهدة حلقات برنامج “المناهل”، الذي استقيت منه حبّي للغة وموسيقاها
مقدمة البرنامج
مغامرات أبي الحروف
أبو الحروف …
ذكريات قديمة جداً …
أما لغة السياسيين … فهي مكسرة كما هو الحال مع سياساتهم .
أجل، ربما تزيد عن العقدين بقليل ( أو كثير )
أما التكسير، فعلى رأيك، لن تكون اللغة استثناء له