خرجت من المحل في انكسار. لم تتمكن من الحصول عليه.
كان فستانا . منذ أسبوع رأته معروضا في واجهة المحل . ثمنه مرتفع لكن موسم التخفيضات سيبدأ نهاية الأسبوع . لابأس إذا من الإنتظار .
كانت كل صباح في طريقها الى العمل تمر أمام ذلك المحل، تتفقّد الفستان.
ثم جاء اليوم المنتظر…كانت أول الواصلين . ألقت نظرة على الواجهة، و كان الأمر كما توقّعت: اللاّفتة على صدر الفستان تشير الى أن ثمنه خُفّض إلى النصف.
“الفستان متوفر بجميع المقاسات”. بادرت البائعة بالقول و أمدّتها بواحد منها.
توجّهت إلى غرفة القياس تكاد ترقص من الفرح و هي تحمله. لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما لم تتمكن من اقفال أزرار الفستان.
أطلت برأسها من حجرة القياس تسأل البائعة : هل لي بمقاس أكبر؟
تكرّر المشهد ثلاث مرات. في آخرها خرجت يعلو وجهها الوجوم.
تزاحمت الأفكار في رأسها و هي تمشي مبتعدة عن المحل.
تذكّرت حصة الألعاب في المدرسة و اختبار العدو السريع. كانت مثار سخرية الجميع لأنها كانت دوما آخر الواصلين.
تذكّرت يوم أقصِيَت من فريق الرقص بالثانويّة و لم تتمكّن من الإشتراك في حفل اختتام السّنة.
و يوم نصحتها بائعة التّذاكر في المحطّة بدفع ثمن تذكرتين بدل الواحدة كي تستوي في راحة على مقعدين.
ثم تذكّرت وجه أمها البسوم و يدها التي تربت على رأسها في كلّ مرة و تقول لا تحزني فأنت عندي دوما الأفضل و الأجمل.
مضت في طريقها تلتهم آخر قطعة شكلاطة كانت في حقيبتها وتقول في ابتسام: ليس سوى فستان !!