المكان : مستشفى جامعي، قسم جراحة الوجه و الفكين.
الشخصيات : طبيب ،مريضة و أمّ .
دعاها الطبيب الشاب للدخول. استوت فوق كرسي الفحص. تأمل أنفها المزرقّ و تفحص تضاريسه بأنامل خبيرة متمرسة. تصرخ من الألم لكن الطبيب يسارع بطمأنتها:
- لن تحتاجي لأية جراحة. الكسر طفيف، سيلتئم تلقائيا…
تثور و تغضب: لكنه معوج …
يرتفع صوت الأم من داخل الغرفة مؤكّدا : لطالما كان معوجا، حتى قبل الحادثة. لا أريد لابنتي أن تعيش بهكذا أنف، يجب اجراء الجراحة !
تنهار الفتاة بالبكاء. يحاول الطبيب جاهدا أن يبرر قراره من وجهة نظر طبية :
- في حالة ابنتك سيدتى، ليس للجراحة نفع يذكر. سيقوّم الأنف بضع مليمترات فقط. سيكون من المستحيل رؤية الفرق بالعين المجردة.
تغادر الأمّ الغرفة ثائرة، وراءها ابنتها تلوم الطبيب و الأقدار التي كانت رحيمة بأنفها القديم فحرمتها من أنف جديد…